يبدأ اليوم في التقويم الهجري من غروب الشمس وينتهي بغروب الشمس، وعليه فإن الليل يسبق النهار في اليوم بالحساب الهجري، ويعتمد التقويم الهجري على دورة القمر، فيبدأ الشهر الهجري من رؤية هلال بداية الشهر وينتهي برؤية هلال شهر جديد بعد غروب شمس التاسع والعشرين من الشهر الهجري، وطول الشهر الهجري إما 29 يومًا أو 30 يومًا، لا يزيد ولا ينقص عن ذلك.
ولأن الليل يسبق النهار في اليوم الهجري، فإن ليلة العاشر من رمضان مثلًا تأتي بعد غروب شمس يوم التاسع من رمضان، ويكون نهار العاشر من رمضان تاليًا لليل، وهذا الترتيب في الشهر العربي لليل والنهار موجود من قبل الإسلام وأقره الإسلام، إلا أن العرب غيّروا في ترتيب الشهور العربية وبدّلوا أماكنها فقاموا بعمل نظام الكبس أو النسيء الذي يتيح لهم إقامة موسم الحج الموروث من ملة سيدنا إبراهيم عليه السلام فيحجّوا في شهور يكون الجو فيها لطيفًا.
إذ من المعلوم أن الشهور القمريّة لا توافق الشهور الشمسية وفصول السنة بل تدور فيها، فالسنة الميلادية الشمسية تتكون من 365 يومًا وربع يوم يتراكم كل أربع سنوات لتأتي سنة كبيسة من 366 يومًا، أما في التقويم الهجري فتتكون السنة من 354 أو 355 يومًا فالفارق بين السنتان حوالي 11 يومًا وبعض اليوم، وهذا الفارق يجعل السنة القمرية تتقدم شهرًا كل ثلاث سنوات وهو ثلاث وثلاثون يومًا تقريبًا، ثم كل 33 سنة ميلاديّة تساوي 34 سنة قمريّة.
ويبدأ النهار في التقويم الهجري من الفجر الصادق، وهو نور مستعرض في السماء قبل الشروق بحوالي ساعة وثلث تقريبًا، ويسبقه الفجر الكاذب، قبله بثلث الساعة تقريبًا، ثم ينتهي بغروب الشمس.
ولمعرفة بداية الشهر الهجري قبل رؤية الهلال نستخدم الحساب الفلكي الدقيق لمعرفة إمكان رؤية الهلال وبذلك يمكن تحديد أوائل الشهور الهجرية بدقة جيدة من مجرد الحساب، لكن تبقى الرؤية أساسًا في المواسم المهمة كهلال رمضان وشوال وذي الحجة إذ تترتب على أهلة هذه الشهور مواسم العبادة فيتم تحري الدقّة إلى جانب الحساب الفلكي بالرؤية بالعين المجرَّدة والتليسكوبات في كثير من أقطار العالم الإسلامي.