• التاريخ الهجري اليوم ومواقيت الصلاة لمدينتك

  • Columbus, US

  • الأربعاء

  • ٢١ شوال ١٤٤٥

  • ١ مايو ٢٠٢٤

  • مغرب
    ٣:٣٣ ص
    عشاء
    ١٠:٠٦ م
    فجر
    ٤:٣٨ ص
  • شروق
    ٦:٣١ ص
    ظهر
    ١:٣٠ م
    عصر
    ٥:١٩ م
  • منتصف الليل
    ١٢:٣٤ ص
    الثلث الأخير
    ٥:٥٦ م
  • أول الضُحى
    ٦:٥١ ص
    آخر الضُّحى
    ١:٢٦ م


ما هو التاريخ الهجري؟

كانت العرب في الجاهليّة تستخدم التقويم القمري وتؤرخ عدد السنين نسبة إلى أحداث هامّة، فأرخوا نسبة لعام الفيل فقالوا: كذا سنة من الفيل، وكانت الأمم المحيطة بالعرب تستخدم تآريخ مختلفة، فللفرس تأريخهم نسبة لملوكهم، واليهود لهم تأريخهم القمري المعتمد على حسابات خاصة، ولم يحتج المسلمون لعدّ السنوات والتأريخ كثيرًا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقصر مدّة مكوثه صلى الله عليه وآله وسلم من البعثة إلى الانتقال الشريف وصغر رقعة الدولة الإسلامية الوليدة، إلا أنّ هناك رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بالتأريخ من وقت قدومه المدينة المنوَّرة ذكرها بعض الرواة[1].
وذكر المؤرخون أن عُمر بن الخطّاب رضي الله عنه وهو الخليفة الراشد الثاني بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكتب ويستقبل الرسائل من الولاة في سائر أقطار الدولة الإسلامية يتابع بها شئون الدولة، فوصله يومًا في سنة 17هـ رسالة من أبي موسى الأشعري رضي الله عنه الصحابي الجليل من أهل اليَمَن السعيد، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد جعله واليًا على بعض حواضر اليمن في حياته الشريفة، ثم ولّاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على البصرة في العراق، وفي رسالة أبي موسى الأشعري ما أزعج عُمر ونبهه لأمر جلل، كتب أبو موسى يقول للخليفة: "تأتينا منك رسائل ليس لها تأريخ"[2]، يعني لا يُعرف متى كُتبت أو أُرسلت فيتبين لنا ترتيبها، ولو كُتب عليها الشهر لم نتبين العام وهكذا فتختلط الرسائل.
فجمع عمر بن الخطّاب الصحابة رضوان الله عليهم لحل هذه القضيّة و استشارهم، فقال بعضهم: "أرِّخ بالبعثة النبويّة"، وقال آخرون: "أرِّخ بالهجرة"، فقال عُمر: "الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرِّخوا بها"، فاتّفقوا على بدء عدّ السنين من سنة الهجرة الشريفة للتاريخ الإسلامي، فقال بعضهم: "نبدأ العام برمضان"، فقال عُمر: "بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم"، فاتفقوا على ذلك وأقرّوه.
إذًا فالتأريخ الهجري هو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر يبدأ من شهر مُحرَّم وينتهي في شهر ذي الحجَّة، ويبدأ عدّ السنين من السنة التي وقعت فيها الهجرة النبويّة الشريفة، وقد وقعت الهجرة النبويّة في ربيع الأوّل باتّفاق المؤرخين يعني وصوله صلى الله عليه وآله وسلم للمدينة المنوَّرَة، وإنّما كان بدء العام من المحرَّم لأن بداية الهجرة والتخطيط والتحرك لها كان من المحرَّم.

[1] الشماريخ في علم التاريخ للحافظ السيوطي ص. 15 بتصرّف